• categories

  • chat

  • Blog Stats

    • 8,585 visited

صيام المسافر

صيام المسافر

هناك بعض الأمور المهمة حول صيام المسافر، منها

١حكم صيام المسافر لو صام في سفره

اختلف العلماء إذا صام المسافر، هل يجزئ الصيام أم لا؟

وسبب اختلافهم: تردد قوله تعالى: ((ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر))[البقرة:١٨٣] بين أن يكون هناك محذوف تقديره: “فأفطر”، أو لا يكون؟

فمن ذهب إلى تقدير المحذوف –وهم الجمهور– قالوا: إن أفطر، فعليه صيام عدة من أيام أخر، وإن لم يفطر صح الصيام وأجزأه

ومن ذهب إلى عدم تقدير محذوف ، وحمل الأمر على الحقيقة –وهم أهل الظاهر– ، جعلوا فرضه أياما أخر، ولا يجزيه صوم رمضان لو سافر فيه

والراجح هو قول الجمهور في مجزئ صيام المسافر



Continue reading

مفهوم البصيرة في الدعوة

مفهوم البصيرة

البصيرة مأخوذ من البصر

ويُستعمل لفظ “البصر” في معنى الظاهر ومعنى الباطن إن صح التعبير

فظاهر البصر هو: حس العين وحركتها للرؤية، وتجمع على “أبصار”. وأما باطن البصر هو البصر من القلب أي: نظره وخاطره

والبصيرة: عقيدة القلب، والفطنة، والحجج، وتجمع على: بصائر؛ قال تعالى: {قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ}[الأنعام: ١٠٤

يقول ابن كثير –رحمه الله-: “البصائر”: هي البينات والحجج التي اشتمل عليها القرآن الكريم وما جاء به الرسول –صلى الله عليه وسلم-.١

وقد عرّف العلماء البصيرة:- فقال البغوي -رحمه الله- : والبصيرة : هي المعرفة التي تُميّز بها بين الحق والباطل.٢ وقال القرطبي -رحمه الله- : { عَلَى بَصِيرَةٍ } أي : على يقين وحق.٣ وقال الراغب -رحمه الله- : { عَلَى بَصِيرَةٍ } أي : على معرفة وتحقيق.٤ وذكر الكفوي -رحمه الله- البصيرة بأنها: قوة في القلب تدرك بها المعقولات، وقوة القلب المدركة بصيرة.٥

فالبصيرة تعتمد على البراهين النقلية من الكتاب والسنة، والعقلية التي تعتمد على العقل والفكر، وعلى الحجج الواضحة، والبيان البليغ، والدليل الواضح

ولا نجاح للدعاة إن لم يتمرسوا على تلك الأساليب التي تقطع الحجج، وتفنِّد المزاعم، وتظهر الحقائق

قال تعالى: {قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}[يوسف: ١٠٨

Continue reading

التكرار في القرآن

التكرار في القرآن

التكرار هو إعادة الكلام أو الموضوع مرة أخرى. وقد يكون في هذه الإعادة إضافة جديدة في الألفاظ أو المعاني، وقد يقصد صاحب التكرار من تكراره تحقيق غرض أو تأكيد معنى، فيكون تكراره لحكمة مقصودة.١

من هذا التعريف عرفنا أن التكرار أسلوب من أساليب البيان في البلاغة العربية

وعندما ننظر في البيان القرآني فإننا نجد أسلوب “التكرار” البلاغي متحققا فيه على أرفع مستوى، مما جعله مظهرا من مظاهر الإعجار البياني في القرآن

ويقع التكرار الحكيم في القرآن على وجوه

١- فقد يكون المكرر لفظا يؤدي معنى في الجملة، ويكون لحكمة مقصودة

٢- وقد يكون المكرر قصة، تذكر في عدة مواضع، مع إضافة في كل موضع، متناسقة مع السياق الذي وردت فيه

٣- وقد يكون المكرر آية تتكرر في السورة لحكمة مقصودة

٤- وقد يكون المكرر أمرا أو نهيا أو إرشادا أو نصحا، أو حثا على فضيلة، أو ترغيبا في خير، أو تنفيرا من شر.٢

Continue reading

المقصود بالملك التام

المقصود بالملك التام

المقصود بالملك التام هو أن يكون المال مملوكا للمسلم وبيده، ولم يتعلق به حق غيره، وأن يكون المالك له قادرا على التصرف فيه باختياره، وأن تكون فوائده حاصلة له.١

أو بالعبارة الأخرى: معنى الملك التام هو: أن لا يتعلق به (المال) حق غيره، بحيث يكون له التصرف فيه على حسب اختياره، وفوائده عائدة عليه. ٢

فيتضح من التعريف أن هناك ثلاثة شروط في الملك التام، وهي

١- أن يكون المال بيد المكلف

٢- أن يكون له التصرف فيه

٣- أن يكون فوائدة عائدة عليه

وقد يعبر الملك التام أيضا بعبارتي تمام الملك أواستقرار الملك

فمن شروط وجوب الزكاة هي ملكية المكلف للنصاب ملكية تامة وليست منقوصة

Continue reading

الأدلة من القرآن والسنة على إثبات صفة العلو لله تعالى

الأدلة من القرآن والسنة على إثبات صفة العلو لله تعالى

تضافرت الأدلة من القرآن والسنة على إثبات صفة العلو لله تعالى، وقد ذكر الإمام ابن أبي العز –رحمه الله- في كتابه شرح العقيدة الطحاوية: “والنصوص الواردة المتنوعة المحكمة على علو الله على خلقه، وكونه فوق عباده التي تقرب من عشرين نوعا”.١

وسأذكر هنا ثلاثة منها كما هو المطلوب

أحدها: التصريح بالفوقية مقرونا بأداة ((مِن)) المعينة للفوقية بالذات، كقوله تعالى: {يخافون ربهم من فوقهم}[النحل: ٥٠]. فالذهاب فيه إلى التأويل والمجاز مستحيل، لأن معنى خوف الملائكة من قوة الله وقهره متحقق تحققاً كاملاً في قوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ} دون الحاجة لذكر الظرف ((مِنْ فَوْقِهِم)) فتعيّن أن الفوقية هنا فوقية ذات

الثاني: ذكرها مجردة عن الأداة، كقوله تعالى: {وهو القاهر فوق عباده}[الأنعام: ١٨ و ٦١

والمراد هنا -لا شك- فوقية الذات، ولا يقال: هي مجاز في فوقية القهر والمكانة؛ لأن هذا فيه خروج عن الأصل بدون قرينة، ولا يقال أيضا ذلك إلا في المتقاربين في المنزلة، فحينما نقول: {وهو القاهر فوق عباده} يعني: أنه فوق عباده مكانة وقهرا وما إلى ذلك

الثالث: التصريح بالعروج إليه نحو قوله تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه}[المعارج: ٤]. وقوله –صلى الله عليه وسلم-: ((يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم –وهو أعلم بهم- كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون)). وراه البخاري ومسلم

وكل أدلة من القرآن والسنة في ثبوت الفوقية في ضمن ثبوتها المطلقة من كل وجه، فله سبحانه وتعالى فوقية القهر، وفوقية القدر، وفقية الذات. ومن أثبت البعض ونفى البعض فقد تنقص، وعلوه تعالى مطلق من كل الوجوه. فإن قالوا: بل علو المكانة لا المكان؟ فالمكانة: تأنيث المكان، والمنزلة تأنيث المنزل، فلفظ ((المكانة والمنزلة)) تستعمل في المكانات النفسنية والروحانية، كما يستعمل لفظ ((المكان والمنزل)) في الأمكنة الجسمانية. والمؤنث فرع على المذكر في اللفظ والمعنى، والتابع له، فعلو المثل الذي يكون في الذهن يتبع علو الحقيقة، إذا كان مطابقا كان حقا، وإلا كان باطلا. فإن قيل: المراد علوه في القلوب، وأنه أعلى في القلوب من كلي شيء. قيل وكذلك هو، وهذا العلو مطابق لعلوه في نفسه على كل شيء، فإن لم يكن عاليا بنفسه على كل شيء، كان علوه في القلوب غير مطابق، كمن جعل ما ليس بأعلى أعلى.٢


الهامش
١ شرح العقيدة الطحاوية، علي بن علي بن محمد بن أبي العز، مؤسسة الرسالة، الجزء الثاني، الصفحة ٣٨٠
٢شرح العقيدة الطحاوية، السبكي، دار الفكر العربي، الصفحة ٢٦٤